كلمة السر " عسران ورفاقه "

أشرف حمودة

" جاب سلاح وطياراته ,غواصاته ودباباته ..واعتدي  علشان نسلم ، هو مين لأ ده بعده ..هو اللى اتلقى وعده

انتصرنا ولسه عارهم ذكرى فى تراب بورسعيد ".

نعم ..انه خط القنال عرفته  حيث كان شقيقي الأكبر أحد أفراد المقاومة الشعبية آنذاك عام 1956 ..بل جموع مصر كانت ملحمة نضال ضد المستعمر .

وكنت طفلا حينذاك فى المرحلة الإبتائية وأغلفة كراساتنا تزخم بعبارات الوطنية والتنمية والنضال ضد المستعمر، وفي ظل زخم وطني واجتماعى متماسك بكل مقومات المرحلة فى الستينات حيث ملحمة البناء الإجتماعى والوطنى على أرض مصر،وكان النشيد الوطنى ملحمة وحكايات وبطولات .

أقول ذلك لأن كل ماذكرته يمثل هوية وتاريخ وطن من معارك وبناء وإستقلال ومعنى السيادة على الأرض .

وكانت كلمة السر فى تأميم القناة من الزعيم جمال عبد الناصر هى " ديليسبس  " وكانت لحظة تدمير التمثال بأيدى أبطال بورسعيد من الفدائيين .

ومرت السنوات بمتغيراتها السياسية والإجتماعية ومحاولات تغريب الهوية والتراث على أرض مصر .

وظهرت أيادى خفية ومعلومة تحاول مسخ ثوابت تاريخ نضالى على أرض القنال بالمطالبة بإعادة تمثال ديلسبس رمز الاستعمار على قاعدته فى مدخل قناة السويس وكانت حملتنا حينذالك فى عام 2020 لمواجهة هؤلاء  وأصحاب جمعية أصدقاء ديلسبس .

ولك أن تتخيل كيف بعد مرور كل هذه السنوات يريدون عودة التمثال ..ولماذا فى هذا التوقيت ؟ ومن صاحب المصلحة ؟

وإختصارا للتفاصيل  فكان قرار القيادة السياسية بنقل تمثال ديلسبس بعد ترميمه الى متحف الإسماعيلية فى ليلة  أول أكتوبر2020 .

وعادوا مرة أخرى بشكل جديد وعناصر أخرى متنوعة تضم رجال أعمال وكتاب يطالبو ن بعودة التمثال ، والعجيب المريب فى الأمر أن هناك من الكتاب يشارك بمقالاته فى المطالبة بعودة التمثال الى قاعدته ..وليسوا من أبناء بورسعيد ..فما هوالمقصود ؟؟

وحين يكون هناك وطنيون يواجهون هذا المخطط فذلك من زخم شعبى ووطنى عام ليس بوسعيدى فقط بل كل من يدرك تاريخ مصر الحقيقى تبجيلا لدماء شهداء بورسيعيد ..فمن حق أى مواطن على كل بقعة من مصر أن يحافظ على الهوية ضد أى محاولات لوأد فكرة مسخ التاريخ خصوصا هزيمة المستعمر على أرض القنال .

إن كان أحفاد ديلسبس يرصدون الأموال هنا وهناك لعودة التمثال ليمتلكوا تاريخ ويفتحوا الباب أمام استعمار غير مباشر ينخر فى هوية أرض القنال تحت ذريعة تنشيط السياحة التى لم يدركوها الإ الآن بعد مرور كل هذه السنوات على تدمير التمثال ،

أليس هذا مريبا أيها المواطنون ؟؟؟؟

وأخيرا ..فمصر دولة محور نضال وتاريخ ولايمكن تتنحى أى قيادة سياسية  عن ثوابتها فى التعامل مع القضايا الوطنية وتسمح بالعبث فى الهوية التاريخية لخط الدفاع الأول لمصر .

وأقول إن قضية عودة تمثال ديلسبس ليست قضية سياسية للمتاجرة وإغتنام مكاسب على صيتها ولا معنى لقوى تندد وتدين وتلملم بعضها لتمسك بقضية تكون عائد ايجابى لتحسين صورتها .

انها قضية مصر ..شعب ودولة ..ودماء سجلها التاريخ نضالا على أرض بورسعيد .

نثق فى القيادة السياسية  لوأد هذه المؤامرة  وأن تكون كلمة السر الآن " عسران ورفاقه "

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • You can align images (data-align="center"), but also videos, blockquotes, and so on.
  • You can caption images (data-caption="Text"), but also videos, blockquotes, and so on.